حمل واتباع الجنازة

حكم اتباع الجنازة:

اتباع الجنازة هو من حقوق المسلم على اخوانه المسلمين : وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم :

” حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وعِيَادَةُ المَرِيضِ، واتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وإجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وتَشْمِيتُ العَاطِسِ”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

فضل اتباع الجنازة:

واتباع الجنازة على مرتبتين:

الاولى : اتباعها من عند أهلها أو من مكان الغسل والتكفين حتى يفرغ من دفنها .

والثانية : اتباعها من عند أهلها حتى الصلاة عليها.

ولا شك أن المرتبة الاولى هي الأعلى والأفضل. فعن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم:

” أنَّهُ كانَ قَاعِدًا عِنْدَ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، إذْ طَلَعَ خَبَّابٌ صَاحِبُ المَقْصُورَةِ، فَقالَ يا عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ: أَلَا تَسْمَعُ ما يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ، أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن خَرَجَ مع جِنَازَةٍ مِن بَيْتِهَا، وَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ تَبِعَهَا حتَّى تُدْفَنَ كانَ له قِيرَاطَانِ مِن أَجْرٍ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَن صَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُحُدٍ؟ فأرْسَلَ ابنُ عُمَرَ خَبَّابًا إلى عَائِشَةَ يَسْأَلُهَا عن قَوْلِ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلَيْهِ فيُخْبِرُهُ ما قالَتْ: وَأَخَذَ ابنُ عُمَرَ قَبْضَةً مِن حَصَى المَسْجِدِ يُقَلِّبُهَا في يَدِهِ، حتَّى رَجَعَ إلَيْهِ الرَّسُولُ، فَقالَ: قالَتْ عَائِشَةُ: صَدَقَ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَضَرَبَ ابنُ عُمَرَ بالحَصَى الذي كانَ في يَدِهِ الأرْضَ، ثُمَّ قالَ: لقَدْ فَرَّطْنَا في قَرَارِيطَ كَثِيرَةٍ”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

” مَن خرج مع جَنازةٍ من بيتِها ، وصَلَّى عليها ، ثم تَبِعها حتى تُدْفَنَ ، كان له قِيراطانِ من أجرٍ كلُّ قِيراطٍ مِثْلُ أُحُدٍ ، ومَن صلى عليها ثم رجع ، كان له من الأجرِ مِثْلُ أُحُدٍ”.
الراوي : عائشة وأبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع 

سنن تشيع الجنازة:

الاسراع بالجنازة:

يستحب الاسراع في السير بها، سيرا دون الرمل، ويجوز المشي أمامها وخلفها ، وعن يمينها ويسارها ،على أن يكون قريبا منها، لكن الافضل المشي خلفها ، لانه مقتضى قوله صلى الله عليه وسلم : ” واتبعو الجنائز “. وفي استحباب الإسراع بها قوله صلى الله عليه وسلم:

” أَسْرِعُوا بالجِنَازَةِ، فإنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا، وإنْ يَكُ سِوَى ذلكَ، فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عن رِقَابِكُمْ”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.

الصمت والتفكر في الموت:

وينبغي للمسلم الذي يحضر الجنازة عند تشييعها ودفنها ، أن يستذكر مصيبة الموت وأن يتعظ ويتفكر في هذا الميت ، وأن حال هذا المشيع سيصير إلى مثل ما صار إليه الميت، وهذا التذكر يدفع الإنسان إلى محاسبة النفس والنظر والتفكر في أحواله.

” خرجنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في جنازةٍ، فانتَهينا إلى القبرِ فجلسَ، وجلَسْنا، كأنَّ على رؤوسِنا الطَّيرَ”.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه 

أمور يجب الحذر منها:

رفع الصوت:

رفع الصوت ولو بالذِّكر لكونه من البدع المنكرة لقول قيس ابن عباد : ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند الجنائز ) ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، وقال الألباني في أحكام الجنائز رجاله ثقات، ولما فى ذلك من التشبه بالنصارى فإنهم يرفعون أصواتهم بشئ من أناجيلهم وأذكارهم مع التمطيط والتلحين والتحزين. وكذلك رفع الصوت بالبكاء.

إتباع النساء للجنازة:

اختلف أهلُ العلم في حُكْم تشييعِ المرأةِ للجِنازة على أقوالٍ؛ أقواها قولان:

القول الأول:

أنه يُكْرَه للمرأةِ اتِّباعُ الجِنازة، وهو مَذهَب الشَّافعيَّة، والحَنابِلَة، وقولُ بَعضِ السَّلَف، وأستدلوا بحديث أم عطيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها، قالت:

” نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، ولَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا”.
الراوي : أم عطية نسيبة بنت كعب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

وقولها (وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنا) قال فيه العلماء أن معناه نُهِينا نَهْيًا غيرَ مُحَتَّمٍ، وهو محمولٌ على كراهَةِ التَّنزيهِ.

القول الثاني:

أنه يَحْرُم عليهِنَّ اتِّباعُ الجِنازة، وهو مذهَبُ الحَنفيَّة، وهو قولُ ابنِ بازٍ، وابنِ عُثيمين. وأستدلوا على قولهم بأن النهي  الحديث السابق نَّهْيُ للتَّحريمِ؛ لأنَّ الأَصْلَ في النَّهيِ التَّحريمُ، كذلك لِمَا يُخْشَى في ذلك من الفتنة لهنَّ وبِهِنَّ، وقلة صَبْرِهن .

أمور بدعية:

مثل: العزف على الالات الموسيقية أثناء تشييع الجنازة إقتداءً بالكفار، وهذا أشد حرمة، ذبح قربان امام النعش او غيره، اصطحاب النعش بالمباخر.