أحكام القراءة في الصلاة

أحكام القراءة في الصلاة

أولاً: البسمله وهى قول “بسم الله الرحمن الرحيم”

– والقول الصحيح لدى اغلب اهل العلم -وقد أكد هذا الرأى العلامة أحمد شاكر – أن البسملة هى آية من الفاتحة (وكذلك هى آية فى كل سور القرآن إلا “براءة”) ولذا وجب قراءتها في بداية الفاتحة. وتركها يبطل الصلاة لنقصان اية من الفاتحة التى هى أحد أركان الصلاة، وإن هناك من العلماء من يرى أن ترك البسملة لا يبطل الصلاة لإعتبارها ليست من الفاتحة، والله أعلم.

– فى الصلاة الجهرية يجوز الإسرار بها أو الجهر  فإن الاحاديث التى تبين ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُسر بقراءتها هى اصح من تلك التي تقول أنه جهر بها، وهو قول الاماميين الالبانى وابن عثيمين وغيرهم، ولكن يُسن للإمام الجهر بها احيانا وذلك لإعلام المصلين بوجوب قراءتها حتى لا يظن العامة أن البسمله لا تُقال ومن ثَم اذا صلى بعضهم منفردا فى بيته تجاهل قراءتها تماماً.

– وتكون سراً فى الصلاة السرية، إماما ومأموما ومنفرداً.

ثانياً: قراءة الفاتحة:

قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة ولابد من الإتيان بها كاملة صحيحة مع الحركات والترتيب والتجويد وأى إخلال يبطل الصلاة.

لابد من الوقوف على رأس كل آية وعدم وصلها بما بعدها، ويجب عدم الإعراض عن هذه السنة المؤكدة.

وقراءة الفاتحة فى كل ركعة واجب عند غالب اهل العلم واستدلوا على ذلك بحديث النبي . للمسئ صلاته.
فى الصلاة السرية الإمام والمأموم و كذلك المنفرد لابد لهم من قراءتها قراءة صحيحة والمقصود بالقراءة هو التلفظ وتحريك اللسان والشفاه فى القراءة ولكن بدون صوت، واما مايفعله بعض الناس من الصمت التام وما يسمى” بالقراءة فى السر- أى يقرأ فى ذهنه” فإن ذلك يُسمى استرجاع وليس بقراءة ومن فعل ذلك في صلاة فريضة كان كمن لم يُصلِ لأنه لم يقرأ بل استرجع فى ذهنه وذلك يُبطل الصلاة.

أما فى الصلاة الجهرية فيجهر بالفاتحة الإمام والمنفرد ، أما المأموم فقد اختلف العلماء فيما اذا كان عليه قراءتها أم أن قراءة إمامه لها تُجزئه وانقسم العلماء فى هذا الشأن الى فريقين استند كل منهما الى ادلة من الكتاب ومن السنة تؤيد رأيه ولكنهم جميعا اتفقوا على أن الامام له سكته قصيرة بعد الفاتحة – لاسترداد نفسه – وأن إطالة هذه السكته بالقدر الذى يكفي المأموم أن يقرأ الفاتحة قراءة صحيحة وهو مطمئن هى إطالة غير صحيحة على الإطلاق بل عدّها اغلبهم بدعة لايصح فعلها، وعلى هذا فمن قال بوجوب قراءتها قال تُقرأ فى سكتات الإمام وتستكمل اثناء قراءة الإمام للسورة بعد الفاتحة.
واستحسن الألبانى رحمة الله عليه رأى العلماء القائلين بأنه ( أى المأموم) لا يأتى بها ويُجزءه إنصاته للإمام أثناء القراءة، وتأمينه مع الامام بعد الفراغ من القراءة، في حين أخذ الشيخان إبن باز وإبن عثيميين -رحمة الله عليهما – بالرأي الأخر وهو الاكثر حيطة فيقولون بوجوب قراءة المأموم للفاتحة في سكتات الإمام حتى وإن أكمل المأموم قراءتها بعد بدء الإمام في قراءة السورة، والقول الأول أصح بدليل أن من أتى متأخراً بعد فراغ الإمام من القراءة فإنه يُكبر ويركع مع الإمام وتُحتسب له ركعة ولم نعلم أن أحد الفقهاء خالف في ذلك، والله تعالى اعلم.

فى الركعة الثالثة من المغرب والثالثة والرابعة من العشاء، على المأموم قراءة الفاتحة سراً.
اما من لايحفظ الفاتحه فعليه تعلمها وحفظها، وحتى يحصل له ذلك، جاز له ان يسبح الله ويهلل ويكبر ويحوقل بعد تكبيرة الإحرام عوضا عن الفاتحة حتى يحفظها.

من كان به صمم أو كان يصلى فى الصفوف الخلفية للمسجد وانقطعت الكهرباء او لسبب ما لم يعد يسمع الامام فهنا وجب عليه القراءة لنفسه الفاتحة وما تيسر من القرآن بعد ذلك.

ثالثاُ: التأمين وهو قول “آمين”

يُسر بقول “آمين” فى الصلاة السرية إماما ومأموما ومنفرداً، بلا خلاف.

اما فى الجهرية فيجهر بها الإمام والمأمومون وكذلك المنفرد ومن المهم أن يحرص المأمومين على الإتيان بها مع الامام لا يسبقونه فيها، قال صلى الله عليه وسلم:

” إِذَا أمَّنَ الإمَامُ، فأمِّنُوا، فإنَّه مَن وافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلَائِكَةِ غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

ومن الأخطاء الشائعة إسراع المأمومين بقول آمين بمجرد انتهاء الإمام من قول “ولا الضالين” ، وهو بذلك أولاً يسبق الإمام فى قول آمين وسبق الإمام منهيٌ عنه، وثانياً أنه يفوت على نفسه وإخوانه خيراً كثيراً وهو أن يوافق تأمينهم تامين الملائكة التى تؤمن مع الإمام فيضيع عليهم خيرا كثيراً، كما ورد في الحديث السابق.

رابعاً: ما تيسر من القرآن الكريم

ويسن قراءة شئ من القرآن بعد الانتهاء من الفاتحة فى الركعتين الاوليين ومن السنة إطالة القراءة فى الركعة الأولى عن الثانية.

والقراءة فى الصلوات السرية وكذلك في الركعة الأخيرة من المغرب والأخيرتين من العشاء للإمام والمأموم والمنفرد، إنما تكون قراءة بتحريك اللسان والشفاه ولكن دون الجهر وليس مجرد استرجاع الأيات في الذهن، ويجب مراعاة الوقوف على رأس كل آية.

فى الصلاة الجهرية يجهر بالقراءة الإمام والمنفرد، اما المأموم فعليه الإنصات لقراءة الأمام.

فى الفرائض فإن من السنة الا يطيل الإمام بالقدر الذى تحصل معه مشقة على المرضى وكبار السن أو يتأذى بذلك من لديه عمل او عيال.

 مصطلحات ومعانى:
  • الصلاة الجهرية: هى الصلاة التى يرفع الإمام صوته فيها بالقراءة فى الركعتين الاوليين وهى الصبح، والمغرب، والعشاء.
  • الصلاة السرية: هى الصلاة التي يُسر الامام بالقراءة فى كل ركعاتها وهى الظهر (ما عدا الجمعة) ، والعصر.