تسوية الصفوف

حٌكم تسوية الصفوف وسد الخَلل:

اختلف الفقهاء فى حُكم تسوية الصف فمنهم من رأى أنه سنة مُستحبه، ومنهم من رأى أنه واجب، ومنهم من رأى أنه فرض وتبطل الصلاة بتركه.

 والقول بوجوب تسوية الصف هو القول الراجح  عند البخاري، والشوكانى ، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن حزم، وابن خُزيمة، و الحافظ المنذري، والحافظ ابن حجر، والصنعاني، والألباني، وابن عثيميين، وأبو إسحاق الحويني، وذلك لأن الأدلة عليه أقوى وأوضح من غيره ، وإن تُرِك تسوية الصف أثم المصلون وإن كانت صلاتهم لاتبطل لأن تسوية الصف واجب للصلاة وليس منها كما هو حكم الأذان. وقد جاءت الأحاديث النبوية مؤكدة لذلك:

” سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فإنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِن إقَامَةِ الصَّلَاةِ”.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

” كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُسَوِّي صُفُوفَنا حتَّى كَأنَّما يُسَوِّي بها القِداحَ حتَّى رَأَى أنَّا قدْ عَقَلْنا عنْه، ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا فَقامَ، حتَّى كادَ يُكَبِّرُ فَرَأَى رَجُلًا بادِيًا صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ، فقالَ: عِبادَ اللهِ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أوْ لَيُخالِفَنَّ اللَّهُ بيْنَ وُجُوهِكُمْ”.
الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم 

” أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، فإنِّي أرَاكُمْ مِن ورَاءِ ظَهْرِي، وكانَ أحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بمَنْكِبِ صَاحِبِهِ، وقَدَمَهُ بقَدَمِهِ”.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري 

” ألَا تَصُفُّونَ كما تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ فَقُلْنَا يا رَسولَ اللهِ، وكيفَ تَصُفُّ المَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قالَ: يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ ويَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ”.
الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم 

” إنَّ اللهَ و ملائكتَه يُصلُّون على الصفِّ الأولِ ، سوُّوا صفوفَكم ، و حاذوا بين مناكبِكم ، و لِينوا في أيدي إخوانِكم ، و سُدُّوا الخَلَلَ ، فإنَّ الشيطانَ يدخلُ فيما بينكم مثل الحَذَفِ”.
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع 

” كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا في الصَّلَاةِ، ويقولُ: اسْتَوُوا، ولَا تَخْتَلِفُوا، فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، لِيَلِنِي مِنكُم أُولو الأحْلَامِ والنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قالَ أبو مَسْعُودٍ: فأنْتُمُ اليومَ أشَدُّ اخْتِلَافًا”.
الراوي : أبو مسعود عقبة بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم 

” رصُّوا صفوفَكم وقارِبوا بينَها وحاذوا بينَ المناكب والأعناقِ فوالَّذي نفسي بيدِهِ إنِّي لأرى الشَّيطانَ يدخلُ من خِللِ الصَّفِّ كأنَّهُ الحذَفُ”.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : النووي | المصدر : رياض الصالحين 

” مَن سدَّ فَرجةً رفعَهُ اللَّهُ بِها درجةً وبنَى لَهُ بيتًا في الجنَّةِ”.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب 

عواقب عدم الاهتمام بتسوية الصفوف:

  • يأثم المصلون لأنهم بذلك قد تركوا واجباً.
  • عدم تسوية الصف تؤدي الى اختلاف القلوب والوجوه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
  • قال الإمام النووي عليه رحمة الله يوقع العداوة والبغضاء واختلاف القلوب بين المصلين.
  • تأتي الشياطين لتشوش على المصلين.
  • من تسبب في قطع صف لحقه وعيد رسول الله بقطع الله له.

كيفية إقامة الصفوف:

  1. لابد من إكمال الصف الأول أولاً ثم الذي يليه وهكذا، ولايجوز لأحد أن يصلى في صف والصف الذي أمامه به مكان يتسع له ، والذين يصلون في أخر المسجد ليخرجوا مُسرعين بعد السلام يأثمون وكذلك الذين لايستطيعون الصلاة وهم قائمون ويضعون كراسي في مؤخرة المسجد يصلون عليها تاركين صفوفاً ناقصة وصفوفا ًخالية، وهذا من البدع المُستحدثة والصحيح أن من لا يقدر على القيام إن استطاع الإتيان بتكبيرة الإحرام قائماً ثم يجلس فى الصف أو على كرسي على أن يكون ذلك ضمن الصفوف لا أن يجلس منفرداً في أخر المسجد.
  2. أن يتراص الصف الواحد مستقيماً لا اعوجاج فيه فلا يبدوا من الصف أحدٌ الى الخلف او الأمام.
  3. أن يلصق كل مسلم كعبه وساقه ومنكبه بكعب وساق ومنكب أخيه الذي بجواره بيحث لا يكون هناك أي فرجة في الصف – من غير أن يؤذي من بجواره لأن بعض الناس قد يتأذى بذلك -.
  4. عند بناء صف جديد فإنه يبدأ من خلف الإمام مباشرة _ أي من المنتصف – ثم يبني المصلون من اليمين ومن اليسار حتى يكتمل الصف، وهكذا في كل صف جديد.
  5. أصابع القدمين يجب أن تكون الى جهة القبلة وهذا لايتحقق إلا أن تكون القدمان متوازيتين وكلاهما عمودى على الصف، وأما من يقف وأصابع قدمه اليمنى تتجه على يمين القبلة والقدم اليسرى تتجه الى يسار القبلة فقد خالف الهيئة التى كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  6. يجب على المسلم أن يلين بين يدي أخوانه في الصف حتى يستوي الصف وتُسدُ الفُرج.
  7. يجب على الإمام ألا يبدأ في الصلاة إلا بعد أن يتأكد أن الصفوف مستوية تماماً ، وله أن يُوكِل أحداً – إن كانت الصفوف كثيرة – ليتأكد من تمام تسوية الصفوف الخلفية، وعلى الإمام أن ينتظره حتى يُخبره بأن الصفوف قد استوت لأن هكذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فضل الصفوف الأول:

” أحسِنوا إقامةَ الصَّفِّ في الصَّلاةِ ، وخيرُ صفوفِ القومِ في الصَّلاةِ أوَّلُها ، وشرُّها آخرُها ، وخيرُ صفوفِ النِّساءِ في الصَّلاةِ آخرُها ، وشرُّها أوَّلُها”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الموارد 

” إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصلُّونَ على الصُّفوفِ الأُوَلِ”.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب

” لو يعلَمونَ ما في الصَّفِّ الأوَّلِ لَكانت قرعةً”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه 

” لا يزالُ قومٌ يَتأخَّرونَ عن الصَّفِّ الأوَّلِ حتى يُؤخِّرَهم اللهُ في النارِ”.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود 

” لو يعلمُ الناسُ ما في النداءِ و الصفِّ الأولِ ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاسْتَهَمُوا”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : الكلم الطيب