حكم تعلم كيفية الصلاة

حكم تعلم كيفية الصلاة

حكم تعلُم كيفية الصلاة:

لا خلاف أن تعلم أحكام الصلاة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، فكما هو معلوم أن لقبول العبادة شرطان: الأول الإخلاص لله تعالى، والثاني: المتابعة أي أن تؤدي العبادة كما أمر الله تعالى من القران والسنة الصحيحة دون زيادة ولا نقصان.

قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى في الحديث القدسي:

” أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم 

وقال الله تعالى:

“وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”. الحشر (7)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، وإذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ”.
الراوي : مالك بن الحويرث | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري 

فإن تعلم أحكام الصلاة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، إذ كيف تكون مسلماً وأنت لاتدري ماهي أحكام الصلاة، وما شروط صحتها ؟، وما هي واجباتها ؟ وما هي سننها ؟ وما الفرق بين هذا وذاك ؟ ، وانت مُطالب بأن تصلى لله خمس صلوات في اليوم والليلة !.

يف تكون مسلماً وأنت لاتدري كيف تتوضأ ؟ أو ماهي نواقض الوضوء؟ والفرق بين الغسل الواجب والمستحب ؟

وكذلك الصيام وكذلك من لديه مال وجب عليه معرفة أحكام الزكاة، ومن توفر لديه المال والصحة كيف لايعرف أحكام الحج والعمرة ؟ لذا قال العلماء بوجوب وفرضية تعلم العبادات على الوجه الصحيح وذلك لكل مسلم ومسلمة، ولايكون التعلم بتقليد هذا أو ذاك خاصة إن لم  تكن على ثقة تامة أن من تقلده على علم صحيح.

وأما ما نراه من حال الكثيرين من المسلمين الان فإن الواحد منهم إما يصلى مُقلداً ابويه أو إمامه أو من بجواره في المسجد أو صاحباً له أو …….الخ غيرُ متيقن من أن من يقلده على صواب، ولا يكلف نفسه عناء قراءة كتاب يُوضح له أحكام الصلاة وكيفيتها أو يتعلم من محاضرات مسموعة لأحد أهل العلم الثقات، ولذا نجد كثيراً من الأخطاء بين المصلين والتى من شأن بعضها الإنقاص من أجر الصلاة، وبعضها يأثم فاعله ، وهناك أخطاء تبطل الصلاة بالكلية وقد تجد الرجل أو المرأة يصلى ربما اربعين سنة ولايدرى أن صلاته غير صحيحة وربما مردودة عليه بالكلية كمن لم يصل اصلاً ولاحول ولا قوة إلا بالله.

فتأمل أخي المسلم وأختي المسلمة ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمُسئ في صلاته، قال له ” إرجع فصلِ فإنك لم تُصلِ ” ولم يقل له كما يقول البعض الان إن الله غفور رحيم !، وقال أيضاً للذي لا يطمئن فى ركوعه ولاسجوده -أي يُسرع فيهما – ” لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد [ ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم ]” والأحاديث في الوعيد لمن لا يُحسن الصلاة ولايتم أركانها كثيرة، إذ كيف يكون المسلم مسلماً وهو لايدري أحكام الصلاه التى هي أول ما يُسأل عنه يوم القيامة !.

ونرى الأن الكثيرين من المسلمين من يبذلون السنوات الطوال والأموال الكثيرة لتعلم بعض علوم الدنيا ثم تجد أغلبهم إلا من رحم الله لم يبذل عُشر معشار هذا الوقت أو هذا المال لتعلم أمور دينه التي تعود عليه بخيري الدنيا والاخرة ، وتجده يُقلد من لا يعلم ثم يتزوج ويرزقه الله بالذرية يعلمها ما يعلمه وإن كان خطأً لأنه لم يُكلف نفسه طوال سنوات عمره معرفة الصواب وينتج عن ذلك ما نراه الان في بلادنا الإسلامية وحتى فى مساجدنا التي قد تمتلئ أحيانا بالمصلين ولكن للأسف القليل القليل منهم من يُحسن الصلاة.