صلاة الوتر

 

صلاة الوتر
صفتها ووقتها وحكمها:

هى صلاة عدد ركعاتها أقله ركعة، واشهر الأقوال فى حدها الأقصى هو إحدى عشرة ركعة.

وقتها من بعد صلاة العشاء الى طلوع الفجر، وأفضل وقتها الثلث الأخير من الليل.

وهى سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن رسول الله يترك الوتر ولا الفجر( الركعتين قبل الصبح) ابداً لا فى سفر ولا في حضر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام ) متفق عليه.

كيفية صلاة الوتر:

عن ابي بن كعب رضي الله عنه: ( أن رسول الله ، كان يوتر بثلاث ركعات ؛ كان يقرأ في الأولى ب { سبح اسم ربك الأعلى … } وفي الثانية ب { قل يا أيها الكافرون …} وفي الثالثة ب { قل هو الله أحد …} ويقنت قبل الركوع ، فإذا فرغ ، قال عند فراغه : سبحان الملك القدوس . ثلاث مرات ، يطيل في آخرهن ) اخرجه النسائي وابو داود وغيرهم وصححه الألباني.

فإن صليت ثلاث ركعات جاز لك أن تجلس للتشهد مرة واحدة فى الركعة الأخيرة فقط ثم تسلم، أو أن تجلس للتشهد وتسلم بعد الركعتين، ثم تصلى ركعة منفردة تجلس فى نهايتها  للتشهد وتسلم.

ويجوز إن توتر بواحدة إن خشيت الفجر.

كما يجوز أن توتر بخمس أو سبع أو تسع فإما أن تصلى مثنى مثنى مع التسليم بعد كل ركعتين، ثم ركعة منفردة تسلم بعدها، أو تصلى الركعات متصلة لاتجلس للتشهد إلا فى الأخيرة، أو الاخيرة وما قبلها.

كان صلى الله عليه وسلم يقنت احياناً في الوتر، فعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: ( علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر” اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت”) أخرجه الترمذي وصححه الألباني.

بعد التسليم من الركعة الأخيرة تقول “سبحان الملك القدوس “ تكررها ثلاثاً تطيل وترفع صوتك قليلاً في الأخيرة.

سنن وفوائد هامة فى صلاة الوتر:

يستحب تأخير الوتر الى آخر الليل إلا من خشي ألا يستيقظ قبل الفجر فالمستحب له أن يُوتر قبل أن ينام،  كما ذكر ذلك العلامة موفق الدين بن قدامة في المغني قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر آخر الليل ). وجاء عن عبد الله بن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال :  ” من خاف أن لا يقوم من آخر الليل ، فليوتر أوله ، و من طمع أن يقوم آخره ، فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل “، مشهودة = أى تشهدها ملائكة الرحمة، صححه الألباني .

من السنة عند استيقاظك لصلاة الليل أن تقول “الله أكبر” عشراً ، ” سبحان الله وبحمده” عشرا ، سبحان الملك القدوس” عشرا ، “لاإله إلا الله” عشرا ، ثم تقول ” اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة” عشرا ، ثم تبدأ صلاتك، قالت السيدة عائشة رضى الله عنها : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هب من الليل كبر عشرا وحمد عشرا ، وقال : سبحان الله وبحمده عشرا ، وقال : سبحان الملك القدوس عشرا ، واستغفر عشرا ، وهلل عشرا ، ثم قال : اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشرا ، ثم يفتتح الصلاة ) أخرجه أبو داود وصححه الألباني، هب من الليل أي أستيقظ لصلاة الليل.

إذا أوتر الإنسان قبل أن ينام ، ثم استيقظ بالليل وأراد أن يُصلى فله أن يصلى ماشاء الله له أن يصلى (مثنى مثنى) ولكنه لا يوتر مرة أُخرى فإنه ” لا وتران في ليلة كما روى طلق بن علي الحنفي، أخرجه أبو داود وصححه الألباني.

 الأحاديث الواردة في فضل صلاة الوتر:

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله قال : ” الوتر حق على كل مسلم فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل “، أخرجه أبو داود وصححه الألباني.

عن معاذ بن جبل عن رسول الله أنه قال :” زادني ربي صلاة و هي الوتر ، وقتها ما بين العشاء إلى طلوع الفجر “، صححه الألباني .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث : صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام )، متفق عليه .

عن عبد الله بن جابر رضي الله عنه أن رسول الله قال :  ” من خاف أن لا يقوم من آخر الليل ، فليوتر أوله ، و من طمع أن يقوم آخره ، فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، و ذلك أفضل “ – مشهودة = أى تشهدها ملائكة الرحمة -، أخرجه مسلم.

ورى ابو قتادة رضى الله عنه : ( كان أبو بكر يوتر ثم ينام ، ثم يقوم يتهجد ، وأن عمر كان ينام قبل أن يوتر ، ثم يقوم ويصلي ويوتر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : ” أخذت بالحزم ” وقال لعمر :” أخذت بالقوة “ ) أخرجه ابن أبي شيبة وابن حبان.

سُئلت أُم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ فقالت : ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ، يصلي أربعا ، فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعا ، فلا تسل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثا . قالت عائشة : فقلت : يا رسول الله ، أتنام قبل أن توتر ؟ . فقال : ” يا عائشة ، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي” ) أخرجه البخاري.

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ( نمت عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم . ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندها تلك الليلة . فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم قام فصلى . فقمت عن يساره . فأخذني فجعلني عن يمينه . فصلى في تلك الليلة ثلاث عشرة ركعة . ثم نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفخ . وكان إذا نام نفخ . ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى . ولم يتوضأ ) متفق عليه.