فضل صلاة الجماعة

 

حكم صلاة الجماعة

تجب صلاة الجماعة على كل مسلم، مكلف، قادر من الرجال، ولا يجوز تركها إلا لعُذر، وأما المرأة فلا تجب عليها وصلاتها في بيتها أفضل.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” والذي نفسي بيده ، لقد هممت أن آمر بحطب يحتطب ، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ، ثم آمر رجلا فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم ، والذي نفسي بيده ، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا ، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء “ متفق عليه.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن . فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى . ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم . ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم . وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة . ويرفعه بها درجة . ويحط عنه بها سيئة . ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق ، معلوم النفاق . ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف ) أخرجه مسلم وأحمد .

عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من سمع النداء فلم يجبه فلا صلاة له إلا من عذر . قالوا : يا رسول الله وما العذر ؟ قال : خوف أو مرض “ أخرجه النووي فى المجموع وقال صحييح الاسناد.

عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى . فقال : يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد . فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له . فلما ولّى دعاه فقال: ” هل تسمع النداء بالصلاة ؟” فقال : نعم . قال:” فأجب” ) أخرجه مسلم.

 

فضل المشي الى المساجد والصلاة في الجماعة
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” صلاة الجماعة تفضل صلاة الفَذِّ بسبع وعشرين درجة ” ، وفي رواية: ” بخمس وعشرين درجة ” متفق عليه .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من تطهَّر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة ” أخرجه مسلم .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق ” أخرجه الترمذي.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نُزُلاً كلما غدا أو راح ” متفق عليه .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر . ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا . ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام . ثم آمر رجلا فيصلي بالناس . ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب ، إلى قوم لا يشهدون الصلاة ، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ” متفق عليه.

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا تطهر الرجل ثم مر إلى المسجد يرعى الصلاة ، كتب له كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات ، و القاعد يرعى الصلاة كالقانت ، و يكتب مع المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه ” صححه الالباني.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله” منهم ” رجل قلبه معلق بالمساجد” متفق علية.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن للمساجد أوتادا ؛ الملائكة جلساؤهم ، إن غابوا يفتقدونهم ، وإن مرضوا عادوهم ، وإن كانوا في حاجة أعانوهم . ثم قال : جليس المسجد على ثلاث خصال : أخ مستفاد ، أو كلمة حكمة ، أو رحمة منتظرة ” قال الالباني حسن صحيح .

وعن ابي الدرداء رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” المسجد بيت كل تقي وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز علي الصراط إلي رضوان الله؛ إلي الجنة” الطبراني والبراز.

عن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من قعد في المسجد فقد زار الله تعالى : وحق على المزور إكرام زائره ” حسنه الالبانى فى اصلاح المساجد.

وقال :” من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتي المسجد فهو زائر الله، وحق علي المزُور أن يكرم زائره” أخرجه الطبراني

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلاه . ينتظر الصلاة ، وتقول الملائكة : اللهم ! اغفر له . اللهم ! ارحمه حتى ينصرف أو يحدث قلت : ما يحدث ؟ قال : يفسو أو يضرط ” متفق عليه .

عن عثمان بن عفان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” من صلى العشاء في جماعة ، كان كقيام نصف الليل ، و من صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة ” صححه الالبانى.

وعن أبي أمامة رضى الله عنه قال: قال رسول الله : ” ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل رجل خرج غازيا في سبيل الله عز وجل فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة بما نال من أجر أو غنيمة ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل ” أخرجه ابو داود وصححه الالباني .

وعنه ايضاً رضي الله عنه أن رسول الله قال : ” من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه ، فأجره كأجر المعتمر ، وصلاة على إثر صلاة ، لا لغو بينهما كتاب في عليين ” حسنه الألباني.

 

متى تُدرك الركعة لمن تأخر

من كبر تكبيرة الإحرام وهو قائم ثم كبّر للركوع وأدرك ولو جزءاً يسيراً من الركوع مع الإمام فقد أدرك الركعة، أما ن لم يُدرك مع الإمام الركوع فليكمل مع الإمام على الهيئة التي هو عليها ولكن لاتُحسب تلك ركعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال: ” إذا جئتم للصلاة و نحن سجود فاسجدوا ، و لا تعدوها شيئا ، و من أدرك الركعة ، فقد أدرك الصلاة أخرجه أبو داود وغيره وصححه الألباني.

إذا دخل أحد المسجد والإمام راكع فمن السنة أن يكبر تكبيرة الإحرام وهو قائم عند مدخل المسجد ثم يركع مكبراً ليدرك الركعة مع الإمام ويسير راكعاً حتى يدخل في الصف، روى أبو بكرة نفيع بن الحارث ( أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع ، فركع قبل أن يصل إلى الصف ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال  : ” زادك الله حرصا ولا تعد”) أخرجه البخارى، وعن عطاء أنه سمع عبد الله ابن الزبير على المنبر يقول: ( إذا دخل أحدكم المسجد و الناس ركوع ، فليركع ، حين يدخل ثم يدب راكعا حتى يدخل في الصف ، فإن ذلك السنة ) صححه الألباني، وكذلك فعل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

 

 

فضل الصف الأول وميامين الصفوف
عن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” خير صفوف القوم في الصلاة أولها ، وشرها آخرها ”  صححه الألبانى.

عن البراء بن عازب رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول”  أخرجه أبو داود.

عن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لو تعلمون ما في الصف الأول ، ما كانت إلا قرعة ” صححه الألباني.

عن عائشة رضى الله عنها انها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار”  ابوداود.

عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول والمؤذن يغفر له مدى صوته ، ويشهد له من سمعه من رطب ويابس ، ويكتب له أجر من صلى معه ” أخرجه ابن حجر العسقلاني .

عن العرباض بن سارية أن رسول الله ( كان يصلي على الصف الأول ثلاثا ، وعلى الثاني واحدة ) صححه الألباني.

عن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ، ولو يعلمون ما في التهجير لا ستبقوا إليه ، و لو يعلمون ما في العتمة و الصبح لأتوهما و لو حبوا ” صححه الألباني.

عن عائشة رضى الله عنها، أن رسول الله قال: ” إن الله وملائكتة يصلون على ميامن الصفوف ”  أخرجه أبو داود والطبراني.

 

فوائد وأحكام هامة فى صلاة الجماعة

يجب متابعة الإمام قال   إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا صلى قائما فصلوا قياما ، فإذا ركع فاركعوا ، وإذا رفع فارفعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد ، وإذا صلى قائما فصلوا قياما ، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون “ أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

يحرم سبق الإمام ، قال   أما يخشى أحدكم ، أو ألا يخشى أحدكم ، إذا رفع رأسه قبل الإمام ، أن يجعل الله رأسه رأس حمار ، أو يجعل صورته صورة حمار متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وهذا لفظ البخاري.

من كبر تكبيرة الإحرام قائماً ثم كبر للركوع  وأدرك الإمام قبل أن يرفع من الركوع فقد أدرك الركعة .

من أتى متأخراً يدخل مع الإمام على الحال التى عليها، قال  ” إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام” أخرجه الترمذي من حديث معاذ بن جبل وصححه الألباني.

قال رسول الله  ” إذا أقيمت الصلاة ، فلا صلاة إلا المكتوبة أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وإن أقيمت الصلاة وكنت تصلى نافلة أتمها خفيفة وادخل في الجماعة لتدرك تكبيرة الإحرام.

تجوز صلاة الجماعة في مسجد قد صلى فيه الإمام بجماعته تلك الفريضة، ولكن لا يجوز بحال من الأحوال عقد جماعة قبل جماعة الإمام، كما لايجوز أن يتعمد جماعة من المصلين على الإتيان الى المسجد دائما بعد انتهاء الجماعة ليقيموا جماعة خاصة بهم لأن ذلك من شأنه إثارة الفتنة، كما أنه يبعث على الفُرقة، وهو تعدي على حق الإمام.

إذا دخل أحد المصلين المسجد وكانت صلاة الجماعة مُقامة وكان لعذر أو أخر لم يُصل الفريضة التي قبلها فإنه يدخل مع الجماعة بنية الفريضة التى لم يؤدها أولاً ، ثم بعد أن ينتهي ويسلم له أن يُقيم لنفسه ويصلى الفرض التالى الذى حان وقته. فلا يصح أن يصلى أحدٌ العصر مثلاً ثم بعد ذلك يصلى الظهر.

تنعقد الجماعة باثنين أو أكثر، فأن كانوا اثنين فقط كان أحدُهما إماماً وقام الثاني عن يمينه بحذائه، وإن كانو أكثر من اثنين كان أحدهم إماماً واصطف الباقون خلفه.

لايجوز لأحد أن يضع فرشاً أو سجادة أو نحوه بالمسجد ليحجز لنفسه مكاناً لأنه بذلك يخالف الشريعة بتأخره كما أنه كالمغتصب لجزء من المسجد بمنعه غيره من السابقين من الصلاة فيه.

الأفضل للمسلم أن يصلي الفرائض في مسجد الحي الذي هو فيه، ثم يليه الأكثر جماعة، ثم يليه الأبعد، إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى فإن الصلاة فيها أفضل مطلقاً.

تُستحب صلاة أهل الثغر في مسجد واحد، فإن كانوا يخشون من العدو إذا اجتمعوا صلى كل إنسان في مكانه.

 

أعذار ترك صلاة الجماعة
البرد والمطر:

عن نافع مولى عبد الله بن عمر( أن ابن عمر أذن بالصلاة ، في ليلة ذات برد وريح ، ثم قال : ألا صلوا في الرحال ، ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن ، إذا كانت ليلة ذات برد ومطر ، يقول : ” ألا صلوا في الرحال “) متفق عليه

حضور الطعام:

عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة ،. فابدؤوا بالعشاء . ولا يعجلن حتى يفرغ منه “ ، متفق عليه، وكان ابن عمر : يوضع له الطعام ، وتقام الصلاة ، فلا يأيتها حتى يفرغ ، وإنه ليسمع قراءة الإمام، ولنتدبر هنا ونأخذ من هذا دليلاً على أن الصلاة ة والقراءة فيهاكانت طويلةبحيث تسع وقت الطعام والشراب وكذلك الوضوء، ويدرك الصلاة ونحن الآن نستطيل قراءة حتى ولو قرأ خمس آيات، وقد جاء في بعض الأحاديث أن الصلاة كانت تقام والرسول هو الإمام فيذهب الصحابي الى البقيع يقضي حاجته، ثم يتوضأ ويدرك الركعة الأولى مع النبي  ، فلنتفكر كيف كانت صلاتهم!

مدافعة الأخبثين:

عن عائشة رضى الله عنها قالت : سمعت رسول الله  يقول: ” لا صلاة بحضرة طعام ، و لا و هو يدافعه الأخبثان “ صححه الألباني

أكل الثوم أو البصل:

عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: ( أكلت الثوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت المسجد وقد سبقت بركعة فدخلت معهم في الصلاة فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريحه فقال : ” من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مصلانا حتى يذهب ريحها “ فأتممت صلاتي فلما سلمت قلت يا رسول الله أقسمت عليك إلا ما أعطيتني يدك فناولني يده فأدخلتها في كمي حتى انتهيت بها إلى صدري فوجده معصوبا فقال : ” إن لك عذرا “ أو ” أرى ذلك عذرا ” ) صححه الألباني، والمقصود بالشجرة الخبيثة الثوم والبصل.