الطاعات والقربات في رمضان

المعلوم أن الطاعات يضاعف الله ثوابها في الأزمنة الفاضلة والأماكن الفاضلة فليحرص كل مسلم على اغتنام هذا الشهر المبارك بالتقرب الى الله بكل عمل يحبه و البعد عن كل مايغضبه، وكل ما يذهب بالحسنات، ونحن إذ نذّكر أنفسنا وإخواننا ببعض الطاعات والأعمال التي تقرب العبد من الله تعالى:

تلاوة القرآن الكريم:

إن من الاثم الكبير أن يُهجر المسلمون القرآن، وتعلو الأتربة المصاحف طوال العام، ثم لا تُمسك إلا في شهر رمضان، بل الواجب أن يكون لكل مسلم ومسلمة ورد من القرآن يقرؤه في كل ليلة وذلك طوال العام.

وجاء في الحديث:

” مَثَلُ البَيْتِ الذي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، والْبَيْتِ الذي لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ، مَثَلُ الحَيِّ والْمَيِّتِ”.
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم 

” مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرٌّ”.
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

” مَن قرَأَ حَرْفًا مِن كتابِ اللهِ، كتَبَ اللهُ له به حَسنةً، لا أقولُ: (الم) حرْفٌ، ولكنِ الحروفُ مُقطَّعةٌ: الألِفُ حرْفٌ، واللَّامُ حرْفٌ، والميمُ حرْفٌ”.
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة | خلاصة حكم المحدث : [فيه] موسى بن عبيدة , وهو ضعيف

لذا فإن المسلم الفطن هو الذي يشحذ همته ويشمر عن ساعديه ليكون من الفائزون في هذا الشهر والفائزين هم من فازوا بمغفرةٍ من الله وهم من أعتقوا رقابهم من النار بالاجتهاد في العبادات والطاعات، والخاسر هو من شغل نفسه بمشاهدة الفوازير والأفلام والمسلسلات.

وكما هو معلوم فإن قراءة جزءٍ كاملاً من القرآن قراءة متأنية تستغرق في المتوسط 30 دقيقة فقط، فلينظر كل منا كم جزء يستطيع قراءته قبل المغرب وكم جزء يمكنه قراءته ما بين العشاء والفجر وليعقد النية والعزم على الالتزام بما نوى أن يقرأ وألا يضيع وقته فيما لاينفع فضلاً عن أن يضيعه فيما يضره ويذهب بحسناته.


صلاة القيام (التراويح):

صلاة الليل هي أفضل الصلاة بعد الفريضة:

قال الله تعالى:

{ وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً }… الإسراء/79، وقال تعالى من صفات المتقين أنهم: { كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } …..الذاريات/17-18.

وفي الحديث الصحيح :

” أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةً مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، وصَلَّى رِجَالٌ بصَلَاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ فَصَلَّى فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَصَلَّى فَصَلَّوْا بصَلَاتِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ، حتَّى خَرَجَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، ولَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْتَرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْهَا، فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأمْرُ علَى ذلكَ”.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري 

” سُئِلَ [أي النبي صلى الله عليه وسلم]: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

إن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، وهو من السنن المؤكدة طوال العام، ولكن يزداد فضلها في شهر رمضان حيث قال رسول الله :”من قام رمضان ، إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه ” متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه.

وفي رمضان يُسن للمسلم أن يصلى صلاة القيام في المسجد جماعة (التراويح) ويسن له أن يصليها منفرداً في بيته وقد اختلف اهل العلم في أايهما افضل؟ ،فقال بعضهم: صلاتها في البيت أفضل، وهو قول مالك والشافعي، وقال آخرون: صلاتها في المسجد أفضل، لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يفعلونها في المسجد أوزاعا في جماعات متفرقة حتى جمعهم عمر رضي الله عنه على إمام واحد، وتابعه الصحابة على ذلك ومن بعدهم. وعلى ذلك يكون اداؤها في المسجد افضل، إلا إذا كانت صلاتك في البيت سببا في نشاط أهل بيتك وتأديتهم الصلاة معك … والله تعالى أعلم .

وكان النبي يطيل القراءة في قيام رمضان بالليل أكثر من غيره روى حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال: ( صليت مع النبي ليلة فافتتح البقرة ، فقلت : يركع عند المائة فمضى، فقلت : يركع عند المائتين فمضى، فقلت : يصلي بها في ركعة فمضى، فافتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقراها يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سال، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فقال : سبحان ربي العظيم . فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم رفع رأسه فقال : سمع الله لمن حمده . فكان قيامه قريبا من ركوعه، ثم سجد فجعل يقول : سبحان ربي الأعلى . فكان سجوده قريبا من ركوعه) أخرجه مسلم والنسائى وصححه الألباني.

وعلى ذلك فعلى المسلم الكيس أن يبحث عن مساجد اهل السنة يصلى فيها ويتحرى المسجد الذي يطيل إمامه القراءة وياحبذا لو صلى في مسجد يُصلى فيه بجزء في الليلة، ويتجنب المساجد التي تصلى فيها التراويح في ربع ساعة أو ما شابه، وألا ينصرف حتى ينصرف الإمام، لما رواه أبي ذر مرفوعا: ” إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة” اخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني.


الاعتكاف في المسجد:

الاعتكاف هو لزوم المسجد للعبادة والطاعة لله، ويسن الاعتكاف في كل أوقات العام ولكنه يصبح سنة مؤكَّدة تتأكَّد في العشر الأواخر من رمضان.

قال الله تعال: { وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} البقرة 187

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْتَكِفُ في كُلِّ رَمَضَانٍ عَشَرَةَ أيَّامٍ، فَلَمَّا كانَ العَامُ الذي قُبِضَ فيه اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري 

ويجوز اعتكاف النساء بشرطين الا يكون في اعتكافها فتنة، وأن يأذن لها زوجها. قالت عائشة رضى الله عنها:

” أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ”.

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

والاعتكاف لايكون إلا في مسجد كما ، ويشترط في المسجد أن تُقام فيه الصلوات الخمس جماعة وكذلك الجمعة إن كانت فترة الاعتكاف يتخللها يوم جمعة حتى لايؤدى فعله للسنة أن يترك الفرض، ويستثنى من ذلك النساء فيجوز لهن أن تعتكف في مسجد لاتقام فيه الجماعة.

لا يجوز للمعتكف أن يخرج من معتكفه إلا لما لا بدّ له منه، ولا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازة، ويحرم عليه مباشرة زوجته، وعليه اجتناب ما لا يعنيه وله أن يتحدَّث مع من يزوره. وله أن يتنظف ويتطيَّب، ويخرج لقضاء الحاجة وللطهارة، والأكل والشرب، إذا لم يجد من يأتيه بهما.

ويستحبّ للمعتكف أن يشتغل بالقربات كقراءة القرآن والذكر والدعاء والإكثار من صلوات النوافل وخاصة في ثلث الليل الأخير وله أن يقرأ في كتب التفسير وغيرها من كتب العلم الشرعي، وأن يحضر دروس العلم في المسجد لأن كل ذلك من الطاعات، وعليه أن يفرغ قلبه وعقله للعبادة والطاعة ولا يشغل نفسه بأمور الدنيا.

ولا يشترط للمعتكف أن يكون صائماً فيجوز الاعتكاف في غير رمضان بدون صيام، كما أن من كان مريضاً في رمضان ويرخص له في الفطر ولكنه كان قادراً على الاعتكاف فيجوز له الاعتكاف في العشر الأخيرة مثلاً مع كونه لم يكن صائماً.


إطعام الطعام :

وفي فضل إطعام الطعام وإفطار الصائم الكثير من الآيات والأحاديث نذكر منها:

قال الله تعالى:

{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } الإنسان8

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

” من فطَّرَ صائمًا على طعامٍ ، وشرابٍ من حلالٍ ، صلَّت عليْهِ الملائِكةُ”.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : السخاوي | المصدر : المقاصد الحسنة

“مَن فَطَّرَ صائمًا، كان له -أو: كُتِبَ له- مِثلُ أجرِ الصَّائمِ، مِن غيرِ أنْ يَنقُصَ مِن أجرِ الصَّائمِ شيئًا… الحديث”.
الراوي : زيد بن خالد الجهني | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب 

” يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصِلوا الرحام وصَلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ”.
الراوي : عبدالله بن سلام | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان

وقد كان عبد الله بن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .. وكان عبد الله بن المبارك يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس في خدمتهم وكذلك كان يفعل الحسن البصري.

وكان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات حتى أن بعضهم كان يقول لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل.

ولا ينسى من دُعي ليفطر عند أهل بيت أن يدعو لهم كما علمنا رسول الله فيقول: ” أَفطَر عِنْدَكُم الصائِمونَ وأكل طعامَكُمُ الأبْرارُ،وصلت عليكُمُ الملائِكَةُ”، أخرجه أبو داود وصححه الألباني من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.


العمرة في رمضان:

قال رسول الله ص في الحديث الصحيح :

” عُمْرَةٌ في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً، أَوْ حَجَّةً مَعِي”.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

حيث يجتمع لمن يعتمر في رمضان فضلي الزمان والمكان، فيحصل من الأجر ما يعدل أجر الحاج وإن كانت عمرته لاتجزئه عن الحج المفروض، فهنيئاً لمن يسر الله له العمرة في هذا الشهر المبارك.


الصدقة والإنفاق في سبيل الله:

والكلام في فضل الصدقة والإنفاق في سبيل الله لا يسعه المجال هنا ولكنا فقط نذكر بعض الآيات والأحاديث التي تحث على ذلك:

فقد قال الله تعالى:

{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة261

 {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة274

وفي الحديث الصحيح:

” كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وأَجْوَدُ ما يَكونُ في شَهْرِ رَمَضَانَ، لأنَّ جِبْرِيلَ كانَ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ في شَهْرِ رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عليه رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ”.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

” صدقةُ السرِّ تطفئُ غضبَ الربِّ”.
الراوي : عبدالله بن جعفر بن أبي طالب | المحدث : ابن الملقن | المصدر : خلاصة البدر المنير

” عليكم باصطناعِ المعروفِ ؛ فإنه يَمنعُ مصارعَ السُّوءِ ، وعليكم بصدقةِ السِّرِّ ؛ فإنها تُطفئُ غضبَ اللهِ عزَّ وجلَّ”.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة 

“صدقة السر تطفئ غضب الرب ، و صلة الرحم تزيد في العمر ، و فعل المعروف يقي مصارع السوء” رواه أبو سعيد الخدري و ابن عباس و أم سلمة و أبو أمامة و معاوية بن حيدة.

” ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ ؟ . قلتُ : بلَى يا رسولَ اللهِ ! قال : الصَّومُ جُنَّةٌ ، و الصَّدقةُ تُطْفِئُ الخطيئةَ كما يُطْفِئُ الماءُ النَّارَ”.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب


الصلاة في المسجد مع الجماعة:

عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : ( سألت رسول أي العمل أفضل ؟ قال ” الصلاة لوقتها ” قال قلت : ثم أي ؟ قال ” بر الوالدين ” قال قلت : ثم أي ؟ قال ” الجهاد في سبيل الله ” فما تركت أستزيده إلا إرعاء عليه) متفق عليه.

فعليك اخي المسلم المحافظة على صلوات الجماعة في المسجد، والسنن الرواتب في البيت، والإكثار من النوافل، والحرص على صلاة الضحى وتأخير الوتر والمحافظة على سنة الفجر، والحرص على الخشوع في الصلاة.


بر الوالدين وصلة الرحم:

والحديث عن بر الوالدين وصلة الرحم وجزاء ذلك لايتسع له المقام هنا، ولكن فقط لنذكر بفضائل الأعمال ذات الأجر العظيم والتي يتضاعف ثوابها في هذا اليهر المبارك كي تثقل موازيننا بها.

قال الله تعالى:

﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى … الآية ﴾ [النساء: 36].

﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا … الآية ﴾ [الأنعام: 151].

♦ ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24].

﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 8].

﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 14، 15].

قال رسول الله :

” رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ -أحَدَهُما أوْ كِلَيْهِما- فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

” رغم أنفه . ثم رغم أنفه . ثم رغم أنفه . قيل : من ؟ يا رسول الله ! قال : من أدرك والديه عند الكبر ، أحدهما أو كليهما ، ثم لم يدخل الجنة” رواه ابو هريرة واخرجه مسلم وصححه الالباني.

” رضا الرَّبِّ في رضا الوالِدِ ، و سخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوالِدِ “.
الراوي : عبدالله بن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع

” مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ”.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري


الذكر والدعاء:

قال الله تعالى:

{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35.

{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} غافر 60.

وقال رسول الله :

” الدُّعاءُ هو العبادةُ”.
الراوي : النعمان بن بشير والبراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع

فيحرص المسلم على جميع الاذكار اليومية كأذكار الصباح والمساء، والذكر عند الاستيقاظ والذكر عند النوم والأكل واذكار الصلوات، ويكثر من الدعاء والاستغفار خاصة حين يستيقظ لتناول سحوره في الثلث الأخير من الليل.