حال المسلم عند الإحتضار

حُكم تغسيل الميت المسلم:

إذا مات المسلم وجب على طائفة من المسلمين أن يبادروا إلى غسله، وذهب الجمهور الى أنه فرض كفاية أي اذا قام به البعض كفى الباقي وإن لم يقم به أحج أثِم كل من حضر. ويُستثنى من الغُسل من استشهد في معركة (حرب).

من يقوم بالغُسل؟

  • إذا أوصى الميت بمن يُغسله فلابد أن تنفذ وصيته مالم تُخالف الشرع.
  • إذ لم يوصي عندئذ يقوم على غُسله العصب (الأب، الجد، الإبن، الحفيد، العم، ابناء العم).
  • إن لم يكن في استطاعة أحدهم القيام بذلك، يتطوع من المسلمين من كان أعرف بسنة الغسل ويُعرف عنه الأمانة.
  • يتولى غُسل الذكر الرجال ، والأنثى النساء ويجوز للزوجين أن يغسل احدهما الآخر.
  • إذا مات رجل بين نساء ، او امرأة بين رجال ، فلا يُغَسَل بل يُيَمَم ، وذلك بان يضرب أحد الحاضرين التراب بيديه ثم يمسح بهما وجه الميت وكفيه .
  • السَّقط إذا كمل تكونه وكانت له هيئة الآدمي فإنه يُغسل،  ويُسَمىه أبويه، ويُصلى عليه، أما السقط دون ذلك فهو قطعة لحم يُدْفن في أي مكان بلا غسل ولا صلاة .
  • يَحْرم أن يقوم غير مسلم بتغسيل المسلمُ، والعكس فلا يحل مطلقاً لمسلم تغسيل غير المسلم.

أجر من تولى غُسل الميت:

من قام على غُسل ميت (مسلم) له أجر عظيم بشرطين اثنين :

الأول : أن يستر عليه، ولا يحدث احداًَ بما قد يرى من المكروه ، لقوله صلى الله عليه وسلم :

” مَن غسَّلَ مسلِمًا فَكَتمَ علَيهِ غفرَ لهُ اللَّهُ أربعينَ مرَّةً ، ومَن حفرَ لهُ فأجنَّهُ أُجرِيَ علَيهِ كأَجرِ مسكنٍ أسكنَهُ إيَّاهُ إلى يومِ القيامَةِ ومَن كفَّنَهُ كساهُ اللَّهُ يومَ القِيامةِ مِن سُندسِ وإستبرقِ الجنَّةِ” .
الراوي : أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : أحكام الجنائز .

الثاني : أن يبتغي بذلك وجه الله، لا يريد به جزاء ولا شكورا ولا شيئا من أمور الدنيا.


كيفية غُسل الميت:

  1.  يُستر عن عيون الناس، ثم يُجرد من ثيابه وتُستر عورته، ثم يرفع رأسه إلى قُرب جلوسه.
  2. يلف الغاسل على يده خرقة او فوطة صغيرة حتى وإن كان يلبس قفازاً وذلك عندما يأتي عند عورة الميت حيث لا يجوز دون أن يرى عورته أو يمسها.
  3. يعصر بطنه برفق ليخرج الأذى منه، ويُكثر صب الماء حينئذ ليذهب ما يخرج من الأذى. ثم ينجّي الميت ( أي يغسل فرجيه ) وقد لف على يديه فوطة.
  4. ثم يسمي الله ويوضئه كوضوء الصلاة ، ولكن دون أن يُدخل الماء في أنفه ولا فمه ، بل يُدخل الغاسل أصبعيه ملفوفاً بهما خرقة مبلولة بين شفتي الميت فيمسح أسنانه ، وفي منخريه فينظفهما ، ثم يستحب أن يغسل برغوة السدر رأسه ولحيته، وباقي السدر لجسده.
  5. يبدأ بغسل جانبه الأيمن من جهة الأمام ثم من جهة الخلف، ثم الجانب الأيسر من الأمام ثم من الخلف، ثم يعيد ذلك مرة ثانية وثالثة، وفي كل مرة يمر الغاسل بيده على بطن الميت، فاذا خرج منه أذى نظفه وأعاد الوضوء.
  6. يستحب قص شارب الميت وتقليم أظافره إذا طالت طولاً غير عادي ، أما شعر الإبط والعانة فانه لا يقص شعرهما ( الشيخ عبدالله الجبرين). ويصفف شعر المرأة ثلاث ضفائر وتوضع خلفها.
  7. السنة أن تكون الغسلات وترا (أقلها ثلاثا) حسبما يرى القائمون على غسله .ويسن أن يخلط مع آخر غسلة شئ من الطيب، والكافور أولى، ويستثني من ذلك المحرم فإنه لا يجوز تطييبه، ثم يُنَشف الميت.
  8. إذا خرج من الميت أذى ( بول أو غائط أو دم ) بعد سبع غسلات فيُسد فرجه بقطن، ثم يُغسل المحل المتنجس، ثم يُوَضأ الميت . أما إذا خرج الأذى بعد تكفينه ، فانه لا يُعاد غسله.
  9. يستحب أن يُغسل الميت بماء معتدل الحرارة أي ليس ببارد ولا حار، إلا إذا احتاج الغاسل للماء الحار بسب كثرة الأوساخ على جسد الميت ، وله أن يستعمل الصابون لإزالة الوسخ ، ولكن لا يفركه بشدة لكي لا يتشطب جلده ، وله أن ينظف أسنانه بعود تخليل الاسنان .
  10. لا يُشرع غسل الشهيد قتيل المعركة، ولو عُلِم أنه كان جنبا ، وفي ذلك أحاديث كثيرة منها حديث جابر رضي الله عنه:

” كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِن قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يقولُ: أيُّهُمْ أكْثَرُ أخْذًا لِلْقُرْآنِ، فَإِذَا أُشِيرَ له إلى أحَدِهِما قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، وقَالَ: أنَا شَهِيدٌ علَى هَؤُلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ، وأَمَرَ بدَفْنِهِمْ في دِمَائِهِمْ، ولَمْ يُغَسَّلُوا، ولَمْ يُصَلَّ عليهم”.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري