ما يجب على الأهل عند الإحتضار

أولاً: حال الإحتضار:

العمل على تلقينه الشهادة برفق:

ومعنى التلقين هو أن تجعل المحتضر يتلفظ بقول “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”، وليس المقصود ذكر الشهادة بحضرة الميت وتسميعها إياه كما يظن البعض لقوله صلى الله عليه وسلم :

” لَقِّنُوا مَوْتاكُمْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

” من كانَ آخرُ كلامِهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ دَخلَ الجنَّةَ”.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود

” مَن ماتَ وهو يَعْلَمُ أنَّه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ”.
الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم 

ويراعى الترفق بالمحتضر والا تثقل عليه فربما دفعته لأن يهذى بما يغضب الله ، وتذّكر أن للموت لسكرات نسأل الله لنا ولكم أن يهونها علينا وان يثبتنا بالقول الصالح فى الحياة الدنيا وفى الاخرة وعند الممات.

الدعاء له والإكثار من خير الكلام:

لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

” إذا حَضَرْتُمُ المَرِيضَ، أوِ المَيِّتَ، فَقُولوا خَيْرًا؛ فإنَّ المَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ علَى ما تَقُولونَ، … الحديث”.
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

” دَخَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فأغْمَضَهُ، ثُمَّ قالَ: إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ، فَضَجَّ نَاسٌ مِن أَهْلِهِ، فَقالَ: لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ إلَّا بخَيْرٍ؛ فإنَّ المَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ علَى ما تَقُولونَ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ له في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ له فِيهِ”.
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

لا بأس بقراءة سورة ياسين:

ذهب جمهور العلماء – منهم الحنفية والشافعية والحنابلة – إلى استحباب قراءة سورة يس عند المحتضر , واستدلوا على ذلك بالحديث التالي وإن كان لا يخلو من ضعف :

” اقْرَؤوا يس على مَوْتاكم”.
الراوي : مغفل بن يسار | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الوسطى

ثانياً: عند خروج الروح والتيقن من الوفاة:

فإذا خرجت الروح وعادت الى بارئها فعلى من كان حاضرا الإسراع بما يلى :

  1. أن يُكثر من الدعاء للميت وليعلم ان المكان حينئذ ملئ بالملائكة.
  2. أن يغمض عينيه ويشد لحييه (فكيه) الى رأسه ويتولى ذلك أرفق أهله له، وأتقاهم لربه.
  3. أن تليين مفاصله لكي لا تتصلب ، وتضع على بطنه شيئاً حتى لا ينتفخ .
  4. ثم يغطى الميت بثوب يستر جميع بدنه، ويُنزع عنه ملابسه برفق قبل أن يتصلب جسده، أما من مات محرما، فإنه لا يغطى رأسه ولا وجهه.
  5. يتولى أحد الحاضرين الاتصال بسرعة بمن يساعد فى تجهيز الميت للدفن وإبلاغ أهله واصدقاءه عن الوفاة حتى يتسنى لهم الحضور، ويجوز وضع اعلان بالمسجد او المساجد القريبة حتى يمكن جمع اكبر عدد من المسلمين لصلاة الجنازة.
  6. إن كان للميت وصية فيمن يغسله او من يصلى عليه وأين يدفن وما الى ذلك وجب على من حضر من أهله او أصدقائه تنفيذ ذلك.
  7. البدء في تغسيل الميت ثم تكفينه وتجهيزه للدفن.
  8. حبذا لو أن على الميت دينا أن يتعهد برده احداً من عصبته، على أن يستردها من تركته فيما بعد.

بدع ومنكرات يجب أن نحذر منها:

  • وضع المصحف عند رأس المحتضر: وتوجيه الميت نحو القبلة فلم يصح فيه حديث وهو من البدع.
  • النياحة: وهو أمر زائد على البكاء ، وفيها أحاديث كثيرة منها ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله قال :

” المَيِّتُ يُعَذَّبُ في قَبْرِهِ بِما نِيحَ عليه “.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.

  • ضرب الخدود ، وشق الجيوب و حلق الشعر، الذبح فكل ذلك من افعال الجاهلية الاولى، لقوله صلى الله عليه وسلم :

” ليسَ مِنَّا مَن لَطَمَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعَا بدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ”.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

  • النعي الذي فيه ذكر مآثر الميت على رؤوس المنائر وغيره قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم:

” إذا مِتُّ فلا تؤذِنوا بي أحدًا إنِّي أخافُ أن يَكونَ نعيًا إنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ينْهى عنِ النَّعيِ”.
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي

  • ويحرم على المرأة أن تحد على اى من اقاربها اكثر من ثلاث إلا زوجها فتحد عليه اربعة اشهر وعشراً، قال صلى الله عليه وسلم:

“لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ تُحِدُّ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا.
الراوي : أم حبيبة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري.