قيام الليل من أفضل الأعمال، وهو أفضل من تطوع النهار؛ لما في سرِّيته من الإخلاص لله تعالى، ولما فيه من المشقة بترك النوم، واللذة التي تحصل بمناجاة الله عز وجل، وجوف الليل أفضل
قال الله تعالى:
{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }
{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ*تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. [سورة السجدة، آية: 15-17]
{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا*نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا*إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا*إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا*إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا}. [سورة المزمل، آية: 1-7]
{ أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا*وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحمودًا} [سورة الإسراء، آية: 78-79]
{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ*وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}. [سورة ق، آية: 39-40]
{ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ*وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ}. [سورة الطور، آية: 48-49]
{ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّـهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّـهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}. [سورة المزمل، آية: 20]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ … الحديث”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم” قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة،والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل ثم تلا: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.
الراوي : معاذ ابن جبل | المحدث : الترمذي | المصدر : صحيح الترمذي.” قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ في الجَنَّةِ لَغُرفًا يُرى بُطونُها من ظُهورِها، وظُهورُها من بُطونِها، فقال أعرابيٌّ: يا رسولَ اللهِ لمَن هي؟ قال: لِمَن أَطاب الكلامَ، وأَطعَم الطَّعامَ، وصلَّى للهِ باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب” يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له”.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري” يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصِلوا الرحام وصَلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ”.
الراوي : عبدالله بن سلام| المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان” يَا عَبْدَ اللهِ، لا تَكُنْ بمِثْلِ فُلَانٍ كانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ”.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم” جاء جِبريلُ عليه السلامُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا محمَّدُ، عِشْ ما شِئتَ فإنَّك ميِّتٌ، وأَحْبِبْ مَنْ شئتَ فإنَّك مُفارِقُه، واعمَلْ ما شئتَ فإنَّك مَجْزِيٌّ به، ثمَّ قال: يا محمَّدُ، شَرَفُ المؤمنِ قيامُ اللَّيلِ، وعِزُّه استغناؤُه عَنِ النَّاسِ”.
الراوي : ابن عمر وسهل بن سعد | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الجواهر والدرر
الصفحة أو الرقم : 2/944 | خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف
صفة صلاة قيام الليل (التهجد):
كان صلى الله عليه وسلم إذا قام للتهجد مسح النوم عن وجهه، وقرأ العشر آيات من آخر آل عمران { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ..}، ويستاك، ويتوضأ.
ثم يفتتح تهجده بركعتين خفيفتين،
” كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ لِيُصَلِّيَ، افْتَتَحَ صَلَاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ”.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
ثم يصلي مثنى مثنى، فتسلم من كل ركعتين لما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
” إنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ؟ قالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فأوْتِرْ بوَاحِدَةٍ”.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
وكان يدعو صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء:
” كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ، قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ”.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
وكان صلى الله عليه وسلم يطيل سجوده بقدر قراءة خمسين آية، فإن غلبه نعاس رقد.
يسن للمسلم أن ينوي قيام الليل عند النوم، فإن غلبته عيناه ولم يقم كُتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه. ويستحب أن تكون لك ركعات معلومات، فإن نمت عنها جاز لك ان تقضيها شفعاً.
ويسن أن يكون تهجدك في بيتك، وأن توقظ أهلك، وتصلي بهم أحياناً، ويستحب أن تطيل القيام والقراءة فتقرأ جزءاً من القرآن أو أكثر، تجهر بالقراءة أحياناً، وتُسِرُّ بها أحياناً، إذا مررتَّ بآية رحمة فاسأل الله تعالى، وإذا مرّرتَ بآية عذاب استجر بالله تعالى من العذاب وإذا مرّرتَ بآية فيها تنزيه لله تعالى سبَّح الله وعظمه.
إقرأ ما تيسر لك مما تحفظ من القران ، ويجوز لك القراءة من المصحف كما فى النوافل عامة.
ثم اختم تهجدك بالليل بالوتر لقوله عليه الصلاة والسلام: ” اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا “، متفق عليه .
وأفضل صلاة الليل ثلث الليل بعد نصفه الأول، ويكون بأن تقسم الليل نصفين، ثم تقوم في الثلث الأول من النصف الثاني، ثم تنام آخر الليل. قال عليه الصلاة والسلام:
” أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ له: أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا”.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري