الدعوة الى الله تعالى

يُراجع!

صور الدعوة الى الله
الدعوة الى الله تشمل دعوة اهلك وزوجك وولدك وزميلك فى العمل أو السكن وكل مسلم ممن تراه ضل الطريق أو بعد عن الحق وممن ترك نفسه لهواه، كما تشمل ايضا دعوة غير المسلمين ممن نعيش بينهم ونخالطهم كل يوم ليس فقط كى لا يكونوا حجة علينا يوم القيامة، بل طمعا فى الأجر والثواب الذى اعده الله لمن يدعوا الناس لدينه، فقد قال صلى الله عليه وسلم لأن يهدى الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم (وفى الرواية الاخرى: مما طلعت عيه الشمس وغربت)”.
من عَلِم آيةً ثم بلغها للناس فقد دعا إلى الله، ومن حفظ حديثاً صحيحا فنشره بين الناس فقد دعا إلى الله.
من رأى قوماً غافلين فذكَّرهم، فقد دعا إلى الله. ومن رَبَّى أهله على الهدى، فقد أبلغ رسالة الله.
من نصح للناس، وعلمَّهم، وأمرهم بالمعروف ونهاهم عن المنكر، فقد دعا إلى الله، ويزداد عظم المسؤولية، كلما ازداد علم المرء، وقدرته، ومنزلته بين الناس، ويزداد الأجر تبعاً لذلك.

واعلم أن كل من كتم علما فهو آثم، قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ}، وقال صلى الله عليه وسلم “من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار”.

وإجمالاً فإن كل منا مُطالبٌ حسب قدراته وإمكاناته بالعمل لأجل تعليم يمكن بأن يكون بخطاب تلقيه على الناس أو بورقة مطبوعة او ملصق تعلقه، او بحديث تحدث به شخص او اكثر او برسالة الكترونية اوبطبع شيط كاسيت أو سي دي وتوزيعه.

 

مفهوم الدعوة الى الله
المقصود بالدعوة الى الله تعالى هو تعريف الناس بخالقهم وبوجوب توحيد الألوهية له، والبعد عن كل انواع الشرك به، ووجوب عبادته على الوجه الذي شرعه سبحانه وتعالى، ونستطيع أن نجمل مسلك الداعية في الخطوات التالية :

التعريف بالله عزّ وجل، وتذكير المخاطبين بقدرته عز وجل التي لا حدود لها، فهو خالق كل شئ ما نعلم وما لا نعلم ، وهو المتحكم في كل شئون الكون، مُطلع علينا في كل وقت وحين، بيده ملكوت السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، هو الذي قدر مقادير الخلائق والأشياء وهو وحده الذي يعلم هذه الأقدار، وهو الذي اليه مأل كل شي واليه المصير، لذا على الانسان أن يتدبر جيداً أسماء الله الحسنى وعليه التعمق والتدبر في معانيها فذلك يساعده كثيراً على أن يعرف الله تعالى.

ترسيخ توحيد الألوهية بمفهومه الصحيح في ذهن المُخاطب، وذلك شئ غاية في الأهمية يغفل عنه كثيرٌ من الدعاه، فلا بد أولاً بعد تعريف المُخاطب بالله تعالى أن يعمل الداعية على ايصال وجوب توحيد الالوهية الخالصة لله تعالى، والبعد عن كل أنواع وصور الشرك به الى عقل المُخاطب.

يأتي بعد ذلك تعريفهم بحق الله تعالى عليهم وبحدود الله ومحارمه التي يجب الوقوف عندها وبوجوب تجنب أعمال أهل النار وتذكيرهم بعذاب الله لمن يستهين بحدوده ولا ينتهى عما نهى عنه سبحانه وتعالى.

ثم تأتي مسألة العبادات ولا بد أن يعمل الداع على ايصالها للمُخاطب بطريقة سهلة وميسور، بعيدة عن الخلافات الفقهية والمذاهب المختلفة للفقهاء والتي يجب الا يثيرها امام من يخاطبة حتى لا تحدث لديه بلبلة خاصة لمن كان حديث عهد بدين الله تعالى، لأن مناقشة تلك المسائل هي من شأن العلماء وطلبة العلم ولا فائدة من إثارتها امام العامة إلا بقدر وحسبما تدعو اليه الحاجة، وكذلك لابد من مراعاة وتقدير المُخاطب، كذلك يجب عليه أن يعلم من يخاطب القاعدة الأساسية في مسائل العبادات وهي أن أي عبادة لا تصح إلا اذا توافر فيها شرطان أساسيان:

إخلاص العبادة لله تعالى وحده ( النية).

القيام بها على الوجه الذي علمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخيراً حث الناس على التحلي بمكارم الاخلاق، وإتيان ما امر الله به وتذكيرهم بالأعمال الصالحة التى تقربهم من الله تعالى مع تذكيرهم بأجر المهتدين ممن اتبع سبيل ال تعالى.

 

حكم الدعوة الى الله
قال الله سبحانه وتعالى :

{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }…….(ال عمران 104). قال الحافظ ابن كثير فى تفسير قوله تعالى: { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْر } ،ولتكن منكم أمة منتصبة لهذا الأمر العظيم ، تدعو إلى الله ، وتنشر دينه ، وتبلغ أمره سبحانه وتعالى.

{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }……..(فصلت 33) فهذه الآية الكريمة فيها التنويه بالدعاة والثناء عليهم ، وأنه لا أحد أحسن قولا منهم .

{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }………(النحل125 )

{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}….. (السجدة 24)

{ وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }………..(القصص87)

{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }………..(يوسف 108)

 وقال رسوله صلى الله عليه وسلم:

  • لعلى إبن ابى طالب فى جديث طويل “فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم “ وحمر النعم: (هي الإبل النفيسة) أخرجه البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.
  • وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “من دعا إلى هدى ، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا . ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا “ أخرجه مسلم.
  • في الحديث الصحيح : “من دل على خير فله مثل أجر فاعله “. رواه مسلم في الصحيح
  • وف الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: “إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه” أخرجه ابن ماجة من  وحسنه الألباني.
  • وقوله صلى الله عليه وسلم “بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار” أخرجه البخاري من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
    وقال صلى الله عليه وسلم : “نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه “رواه ابن العربي في عارضة الأحوذي من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه.
  • وقوله صلى الله عليه وسلم:“إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة إن الدين النصيحة قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم” رواه ابن عبدالبر في التمهيد من حديث تميم الداري.
    وقد صرح العلماء أن الدعوة إلى الله عز وجل فرض كفاية ، فى البلاد التي يقوم فيها الدعاة ، فإذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين ذلك الواجب ، وصارت الدعوة في حق الباقين سنة مؤكدة ، وعملا صالحا جليلا .
    وإذا لم يقم أهل بلد معين بالدعوة على التمام ، صار الإثم عاما ، وصار الواجب على الجميع ، وعلى كل إنسان أن يقوم بالدعوة حسب طاقته وإمكانه.