مسائل يجب على الداعى مراعتها

  • اولا يجب إخلاص النية لله تعالى والتوكل الصادق عليه.
  • ان تكون قدوة في نفسك للأخرين ونموذج يحتذى به حتى لاتفتن الناس. وإحرص دائما على التبسم فى وجه إخوانك فإن لك بذلك صدقة، كما أن ذلك يجلب لك محبة إخوانك ويُسرع بنشر الأُلفة والمودة بينك وبينهم مما يجعلهم أكثر إستعداداً لسماع كلامك.
  • وعليك تعلُّم دينك وأحكامه حتى تكون دعواك على بصيرة وعلم وحتى لا تكون سببا في إضلال الناس ونشر البدع، وبدلا من حصد الاجر والحسنات تجمع السيئات وتتراكم عليك الذنوب.
  • ان تُلين القول لمن تنصحه وان تستخدم الحكمة، والحكمة هنا معناها الدعوة إلى الله بالعلم والبصيرة وإستخدام الأدلة الواضحة المقنعة الكاشفة للحق ، والمبينة له ، وهي في الأصل كما قال الشوكاني رحمه الله : الأمر الذي يمنع عن السفه ، قال تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }……..(النحل /125)
  • كما يجب أن تراعى آداب النصح، من الإسرار بالنصيحة لمن تنصحه، ولين القول، وعدم التشهير بالشخص الذي تنصحه حتى لايعند وربما تتسبب فى أن يُخرج هذا الشخص الفاظ او افعال قد تُخرِجه من الملة.
  • عدم تسفيه المُخاطبين واحترام عقولهم ومخاطبتهم بما يفهمون وذلك حتى لا ينفر الناس من حديثك، قال عبد الله بن مسعود:“ما أنت بمحدثٍ قومًا حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة”. وفي البخاري عن علي بن أبى طالب أنه قال: “حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يُكذَّبَ الله ورسوله” وذلك يوافق القاعدة القرآنية:{فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَيْسُورًا}(الإسراء/28).
  • مراعاة عدم الإطالة على الناس واختيار الوقت المناسب لإلقاء الموعظة: كما ورد فى الأثر الصحيح عن ابن مسعود  أنه كان يذكّر الناس في كل خميس فقال له رجل ذات مرة: يا أبا عبد الرحمن لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، فقال له اب مسعود رضى الله عنه:( أما إنه يمنعني من ذلك أنّى أكره أن أملّكم, وإنِّي أتخولكم بالموعظة كما كان النبي يتخولنا بها مخافة السآمة علينا) متفق عليه.
  • كما أن ذكر القصص له تأثير عظيم في نفوس المُخاطبين لذا تجد في القرآن الكريم والسنة النبوية كثيرًا من القصص، ومنها تربى الصحابة- رضي الله عنهم- على معاني الإسلام كلها: عقيدةً وعبادة ًوخُلقًا وسلوكًا، ولذلك فإن الأسلوب القصصي اثبت انه الأنفع والأكثر تأثيراً فى نفوس الناس، خاصةً عند عامة الناس، كما أنه يجذب انتباههم . وقصص القرآن هو أحسن القصص على الإطلاق، قال تعالى :{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ } …….(يوسف/ 3)،يأتى بعده سيرة النبى وسيرة اصحابه رضوان الله عليهم، وكذلك قصص التابعين والصالحين والتاريخ الإسلامى ملئ بقصص العظماء و كذلك البطولات العسكرية والخٌلق الكريم والزهد وما الى ذلك.
  • واجعل هدفك دائما من سرد القصص هو اخذ العبرة والعظة، وإيصال العلم للناس فى شكل مبسط ومحبب لديهم، وأحرص على اختيار القصة التى تخدم الموضوع وتساعدك على إيصال الحكم الشرعى أو المبدأ او الخُلق أو غيره مما تريد إيصاله لمن تتحدث معه، وتذكر قول الله تعالى :{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}………(يوسف/111)
  • التذكير بحقيقة الحياة الدنيا وبفجأءة الموت ووجوب الإستعداد له، والإكثار من ذكر احاديث الدار الآخرة ، كل ذلك مما يرقق القلوب ، ويسموا بالنفوس ويُخرجها من الهموم وضيق الدنيا الى سعة الأخرة وما عند الله للمؤمنين ، وما اعده الله للظالمين.
  • تذكير العبد بنعم الله عليه، والترغيب في الثواب والأجر الذى اعده الله لمن اتبع سبيله تارة، والترهيب من العذاب والوعيد الذى اعدة الله لمن عصاه واعرض عن سبيله واتبع هواه تارة اخرى.
    تجنب الجدال قدر الإمكان وإن اضطررت اليه فجادل بالحسنى، وإحذر الفتوى بدون علم أو الكذب على الله او على رسوله بغير علم. وتذكر قوله تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بَغَيْرِ عِلْم ٍوَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَاب مُّنِيرٍ}………(الحج / 8) وقال صلى الله عليه وسلم  : “ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ { ما ضربوه لك إلا جدلا } ” الراوي: أبو هريرة المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 1/107 خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
  • وتذكر دائما أن كل مسلم يُحب الله ورسوله يصلح لأن يكون داعية، ولكن هناك فرق كبير بين المُفتي الفقيه الذي يستطيع أن يُفتي الناس على علم وبدون هوى ، وبين الداعي الى الله الناصح للناس، فعليك بترك الفتوى الى اهلها ، ” من قال لا أعلم فقد افتى”.