عند تناول الطعام والشراب

هديه صلى الله عليه وسلم عند تناوله الطعام:

  • الجلوس على الأرض: كان النبي – صلى الله عليه وسلم –  يأكل على الأرض ولا يتّخذ مائدة ، فقد روى ابن عباس رضي الله عنه فقال : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ، رواه الطبراني .
    أما عن صفة جلوسه فكان يَنصِبُ رجله اليمنى ويجلس على اليسرى، واحيانا كان يجثو على ركبتيه عند الأكل ، ، فعن أنس رضي الله عنه قال: ” رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – جالساً مقعياً يأكل تمراً ” رواه مسلم .
  • الجلوس معتدلا: وكان عليه الصلاة والسلام لا يأكل متكئاً ابداً، وقد قال : ” لا آكل متكئاً “ رواه البخاري والمتكئ : هو المعتمد على الوِسادة  تحته، كذلك كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن الاكل منبطحاً.
  • الأكل باليد اليمنى: كان صلى الله عليه وسلم لايأكل إلا باليمين وينهى عن الاكل والشرب بالشمال وقد قال : “إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ” رواه مسلم.
  • الأكل مما يليك: وكان صلى الله عليه وسلم يحرص على الاكل مما يليه (امامه)، فقد ثبت عن عمر بن أبي سلمة قال : أكلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( سَمََّ الله وكُلْ بيمينك وكُلْ مما يليك ) متفق عليه.
  • علق أصابع اليد بعد الفراغ: كان صلى الله عليه وسلم يأكل بأصابعه الثلاثة، وكان يلعقها إذا فرغ من طعامه ، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: ( رأيت رسول الله يأكل بثلاث أصابع ، فإن فرغ لعقها ) رواه مسلم ، يقول الإمام ابن القيم في زاد المعاد: ( وهو أشرف ما يكون من الأكلة ، فإن المتكبر يأكل بأصبع واحدة ، والجشع الحريص يأكل بالخمس ، ويدفع بالراحة ) .
  • عدم الإفراط في الطعام: قال صلى الله عليه وسلم : ” ما ملأ ابن آدم وعاءً شرا من بطن ، بحسب ابن آدم لقيماتٍ يقمن صلبه ، فإن كان لا بد فاعلا ، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه “ أخرجه أحمد و الترمذي ، فالمهم إذاً أن يجد الإنسان ما يحفظ له حياته ، لا أن يكون تناول الطعام وتنويعه هدفاً بحدّ ذاته .
  • غسل اليدين قبل وبعد الأكل: كان يحرص ويامر اصحابه بغسل اليدين قبل الطعام وبعده فقد قال: – صلى الله عليه وسلم- ” من نام وفي يده ريح غمر وأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه “ رواه أبو داود ، ومعنى( الغمر ) : دسم ووسخ ، وغيرهما من الشحوم.
  • تجرع الماء ثلاثاً: ، كان صلى الله عليه وسلم يشرب الماء على ثلاث دفعات، ويشرب بيمينه ، كما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يتنفس إذا شرب ثلاثاً رواه البخاري و مسلم ، وفي رواية أخرى: كان رسول الله يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول : ” إنه أروى وأبرأ وأمرأ “ ،
  • النهي عن التنفس في الإناء: كان صلى الله عليه وسلم يقسم شرابه إلى ثلاثة أجزاء يتنفس بينها، مبعداً الإناء عن فيه وعن نفسه ، وكان ينهى عن التنفس في الإناء ، كما ثبت ذلك عنه بقوله – صلى الله عليه وسلم – : ” إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء “ رواه البخاري .
  • إستحباب الجلوس عند الشرب: من هديه – صلى الله عليه وسلم – في ذلك ، أنه كان قليلاً ما يشرب قائماً ، حتى قال – صلى الله عليه وسلم- : ” لا يشربن أحدكم قائماً ” رواه مسلم ، وكذلك ورد عنه أنه شرب قائماً ، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ( سقيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فشرب وهو قائم) رواه البخاري و مسلم ، وذكر العلماء في الجمع بين أحاديث النهي والإباحه أن النهي محمول على كراهة التنزيه ، وشربه – صلى الله عليه وسلم – قائماً بيان للجواز.
  • الساقي آخر من يشرب: ومن الآداب التي سنّها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمتعلّقة بالشرب عند اجتماع الناس – أن يكون ساقي القوم هو آخر من يشرب ، فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :” إن ساقي القوم آخرهم شرب” رواه مسلم.
  • التيمن عند توزيع الطعام والشراب: وذلك أن يبتدئ توزيع الطعام والشراب من جهه اليمين فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس ذات مرة أن يعطي أعرابي يجلس على يمينه وكان انس قد همّ بتقديم اللبن لأبى بكر الذى كان يجلس على يسار الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال له : ” الأيمن فالأيمن “ متفق عليه، ويتضح من هذا الحديث أن تقديم الطعام والشراب لا إعتبار فيه للسنّ او المكانة بل الجهه.
  • التواضع: ويظهر من سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه لم يكن يأنف من تناول الطعام مع أيّ شخص ، مهما كانت سنه أو مكانته ، وذلك تواضعاً منه عليه الصلاة والسلام .

الاذكار التي كان يدعوا بها قبل وبعد الطعام:

  • أذكار الطعام: 
    • كان صلى الله عليه يسمى الله قبل أن يبدأ ويأمر اصحابه بذلك ويأمر من نسى أن يقول حين يتذكر ” بِسمِ الله في أوله وآخره”.
      وقال صلى الله عليه وسلم : ” من أطعمه الله الطعام فليقل : اللهم بارك لنا فيه ، وأطعمنا خيراً منه ، ومن سقاه الله لبناً فليقل : اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه “ رواه الترمذي .
    • وكان احيانا يقول “الحمد لله الذي أطعمني هذا ، وزرقنيه ، من غير حول مني ولا قوة”.
    • و احيانا اخرى يقول  : “الحمدُ لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيهِ، غيْرَ مَكْفيٍّ ولا مُوَدَّع، ولا مُستَغنَى عَنْهُ ربّنا”.
    • “الحمد لله الذي أطعم وسقى، وسوغ وجعل له مخرجًا”.
  • الدعاء للمضيف:
    • كان  إذا دعي الى طعام دعا  لأهل البيت فكان  يقول: “اللهُمَّ بَارِكْ لَهُم فيما رَزَقتهْمْ، واغْفِر لهم وارحَمْهُم”.
    • وكان  يقول:” اللهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أطْعَمَني وأَسْقِ مَنْ سْقَاني”.
    • وكان ا ذا دعي الى الافطار يدعو قائلاً: ” أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة “.

الاطعمة التى كان صلى الله عليه وسلم يأكلها وتلك التى يعافها:

  •  كان – صلى الله عليه وسلم – لايتكلف فى شئ ابدا ولايرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً لمسنا عدم تكلّفه ، فقد ورد عنه أكل الحلوى والعسل ، وأكل الرطب والتمر ، وشرب اللبن خالصا ومشوباً –أي مخلوطاً بغيره – ، والسويق – وهو طعام يُصنع من الحنطة والشعير – ، وأكل الأقط – اللبن المجفف – ، وأكل التمر بالخبز ، وأكل الخبز بالخل أو الزيت ، وأكل الثريد – وهو الخبز باللحم – ، وأكل الخبز بالشحم المذاب ، وغير ذلك مما ورد في السنّة .
  •  وكان – صلى الله عليه وسلم – إذا قُدم اليه ما تعافه نفسه، تركه من غير تحريم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ( ما عاب النبي- صلى الله عليه وسلم – طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه ) رواه البخاري و مسلم .
  • وكان عليه الصلاة والسلام يحبّ الثريد بشكلٍ خاص ، حتى جعل فضل عائشة رضي الله عنها على سائر نسائه كفضل الثريد على سائر الطعام ، متفق عليه ، وكان  يحبّ من اللحم الظهر والكتف ، وكان يقول : ” أطيب اللحم لحم الظهر “ صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
  • و كان يحب البقل والقثّاء – وهو الخيار – ، والدّباء (وهو القرع) ، وروى عنه خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان يتتبّع الدباء من حوالي القصعة ، متفق عليه .
  • وكان صلى الله عليه وسلم يحب شرب اللبن ويقول فى حقه ” ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن “ رواه الترمذي ، وكان يقول عقب شربه ” اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه “.

ومن الاطعمة التى كان يعافها:

  • لحم الضبّ ، ويبيّن سبب ذلك بقوله : ” …ولكنه لا يكون بأرض قومي فأجدني أعافه “ متفق عليه .
  • الثوم ، وذلك لأجل ريحه ، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان إذا أكل طعاماً بعث بفضله إلى أبي أيوب ، فأتى يوماً بقصعة فيها ثوم فبعث بها ، فقال أبو أيوب : يا رسول الله ، أحرام هو ؟ ، فقال له : ” لا ، ولكني أكره ريحه “ رواه أحمد