أول و آخر ما نزل من القرآن الكريم
أول ما نزل من القرآن الكريم:
لا خِلاف أن أول ما نزل من القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتعبد في غار حراء قوله تعالى : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) } (العلق 1- 5)، وكان ذلك في السابع عشر من شهر “رمضان” في السنة الثالثة عشرة قبل الهجرة.
آخر ما نزل من القرآن الكريم:
اختلف العلماء حول آخر ما نزل من القرآن على النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، وليس في شيء من ذلك خبر عن المعصوم يمكن القطع به.
فقال فريق إن آخر آية نزلت هي آية الربا، وقال آخرون إنها آية الدين، وقال البعض إنها آية الكلالة.
وأكثر الأقوال ترجيحاً بين أهل العلم أن آخر آية نزولا هي قوله تعالى في سورة البقرة : { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } البقرة/ 281. قال به الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في فتح الباري وغيره.
أما أكثر الأقوال شيوعًا بين عامة الناس، فهو أنها بعض من الآية الثالثة من سورة المائدة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيْتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيْنًا)، رغم أن المقصود بكمال الدين وتمام النعمة هنا، إظهار الإسلام وإتمام تشريعاته وأحكامه وآدابه، وليس تمام الوحي، ويؤيد ذلك أن هذه الآية نزلت على النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- يوم عرفة في حجّة الوداع، حيث تمكن المسلمون من إتمام الركن الخامس من أركان الدين، وأداء مناسك الحج والطواف بالمسجد الحرام، دون أن يشاركهم في ذلك غيرهم من المشركين.
وقد أوصل السيوطي في الإتقان الأقوال بِشأن آخر ما نزل من القرآن إلى عشرة. وهذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-، وكلٌ قال ما قاله بضرب من الاجتهاد، وغلبة الظن، ويحتمل أن كلًا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- في اليوم الذي مات فيه، أو قبل مرضه بقليل، وغيره سمع منه بعد ذلك، وإن لم يسمعه هو.