القراءات العشر
أصل القراءات العشر:
ثبت عن النبي ﷺ أن القرآن نزل من عند الله على سبعة أحرف، أي لغات من لغات العرب ولهجاتها؛ تيسيرًا لتلاوته عليهم، ورحمة من الله بهم، ونقل ذلك نقلًا متواترًا، وصدق ذلك واقع القرآن، وما وجد فيه من القراءات فهي كلها تنزيل من حكيم حميد.
والقراءات العشر: هي اختلاف أداء كلمات القرآن، من تخفيف وتثقيل، وحذف وإثبات، وتحريك وتسكين، وغير ذلك، مع عزو كل وجه لناقله.
روى البخاري ومسلم عن عمر رضي الله عنه أنه قال: (سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة “الفرقان” في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أُساوره -أي أثب عليه- في الصلاة، فصبرت حتى سلم، فَلَبَّبْتُه بردائه -أي أمسك بردائه من موضع عنقه- فقلت: من أقرأك هذه السورة؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: كذبت، فانطلقتُ به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرأ فيها، فقال: أرسله -أي اتركه- اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال: كذلك أنزلت، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال: كذلك أنزلت (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه).
والقراءات العشر التي أجمع أهل التحقيق والإتقان من علماء القرآن الكريم على صحتها هي:
1- قراءة نافع:
هو قارئ أهل المدينة المنورة، ومن تابعي التابعين، توفي 169 هـ.
وأشهر من روى عنه هما أبو موسى عيسى بن وردان الملقب (قالون)، وأبو سعيد عثمان بن سعيد الملقب (ورش).
2- قراءة ابن كثير:
هو عبدالله بن كثير، تابعي وقارئ مكة المكرمة، توفي عام 120 هـ.
وأشهر من روى عنه أحمد محمد البزي المكي، ومحمد بن عبد الرحمن المكي المعروف بقنبل.
3- قراءة أبو عمرو:
وهو زبان بن علاء البصري المعروف بأبي عمرو، توفي 155 هـ بالبصرة.
وأشهر من روى عنه حفص بن عمرو الدوري، وصالح بن زبان المعروف بالسوسي.
4- قراءة عبد الله بن عامر الشامي:
هو أحد تابعي دمشقي، توفي عام 118 هـ.
وأشهر من روى عنه هشام ابن عمار الدمشقي، وعبد الله بن أحمد القرشي المعروف بابن ذكوان.
5- قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي:
قارئ الكوفة ومن التابعين، توفي عام 127 هـ.
وأشهر من روى عنه أبو بكر بن عياش الكوفي المعروف بشعبة، وحفص ابن سليمان البزاز الكوفي.
6- قراءة حمزة بن حبيب الزيات:
هو من قرّاء الكوفة، توفي 156 هـ.
وأشهر من روى عنه خلاد بن خالد صيرفي، وخلف بن هشام البزار.
7- قراءة علي بن حمزة النحوي:
المعروف بالكسائي، وهو من قرّاء الكوفة، توفي 189 هـ.
وأشهر من روى عنه حفص الدوري، وأبو الحارث اليث بن خلد.
8- قراءة أبو جعفر يزيد القعقاع:
هو تابعي مدنيّ، توفي 130 هـ.
وأشهر من روى عنه عيسى بن وردان المدني المعروف بابن وردان، وسليمان بن جماز المعروف بابن جماز.
9- قراءة يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري:
هو من قرّاء الكوفة، توفي عام 205 هـ.
وأشهر من روى عنه محمد بن المتوكل اللؤلؤي المعروف برويس، وروح بن عبد المؤمن البصري.
10- قراءة خلف بن هشام البزار المدني:
وهو أحد رواة حمزة وتوفي 229 هـ.
وأشهر من روى عنه إسحاق بن ابراهيم الوراق، وإدريس عبد الكريم الحداد.
أكثر القراءات انتشاراً في العالم الإسلامي:
1- حفص عن عاصم: وهي الأكثر شهرةً في العالم الإسلامي، وذلك منذ عهد الدولة العثمانية؛ لأنها كانت روايتهم الرسمية، وهي المنتشرة في جميع المشرق، وفي الجزيرة العربية، ودول آسيا، ومصر، والسودان
2- وقراءة نافع برواية ورش في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائري، وجميع المغرب العربي.
3- قراءة نافع براوية قالون ، في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي ليبيا.
4- الدوري عن أبي عمر: وتنتشر في الصومال، وتشاد، ونيجيريا، ووسط افريقيا، وأجزاء من السودان.