أحكام الجمع والقصر

أولاً: الجمع بين الصلوات

الصلوات التى يجوز الجمع فيها:

يجوز الجمع بين الظهر والعصر ، وكذلك بين المفرب والعشاء وذلك في أحوال خاصة ولكن لايجوز مطلقاً الجمع بين العصر والمغرب ولا بين العشاء والصبح ولا الصبح والظهر.

” كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجْمَعُ بيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاءِ إذَا جَدَّ به السَّيْرُ”.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري 

وأما جمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة فقد اختلف فيه العلماء فمنهم من قال أنه لايجوز لعدم ورود ذلك في السنة ولا يصح قياس ذلك على جمعها إلى الظهر للفروق الكثيرة بين الجمعة والظهر والأصل وجوب فعل كل صلاة في وقتها إلا بدليل يجيز جمعها إلى الأخرى، ومنهم من أجاز الجمع بين العصر والجمعة كالألباني عليه رحمة الله.


أحوال جواز جمع الصلاوات:

1- السفر:

” أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ جَمع بيْنَ الصَّلَاةِ في سَفْرَةٍ سَافَرَهَا في غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَجَمع بيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ قالَ سَعِيدٌ: فَقُلتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: ما حَمَلَهُ علَى ذلكَ، قالَ: أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ”.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

” كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أخَّرَ الظُّهْرَ إلى وقْتِ العَصْرِ، ثُمَّ يَجْمَعُ بيْنَهُمَا، وإذَا زَاغَتْ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ”.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

المُسافر الذي قد جد به السير، فإذا غابت الشمس قبل أن يرتحل فأنه يجمع بين المغرب والعشاء تقديماً، وإن ارتحل قبل أن تغيب الشمس أخَّر المغرب إلى العشاء وجمع بينهما تأخيراً، وكذلك إذا زالت الشمس قبل أن يركب جمع بين الظهر والعصر تقديماً، وإن ركب قبل أن تزول الشمس أخر الظهر إلى العصر وجمع بينهما تأخيراً.

ولمعرفة تفصيل السفر الذي يُجِيز جمع وقصر الصلوات راجع صلاة المسافر.

2 – المطر أو البرد الشديد:

إذا نزل بالمسلمين مطر يشق عليهم معه أداء الصلاة في وقتها، جمعوا العشاء مع المغرب، واجاز الكثير من العلماء كذلك جمع العصر مع الظهر وقال البعض غير مستحب.

وعلى ذلك قال بعض أهل العلم أذا اشتدت الرياح وزادت برودة الجو عن المعتاد فيجوز الجمع كذلك.

3- في الحج:

 يسن في الحج لمن كان بعرفة أن يقصر ويجمع بين الظهر والعصر تقديماً، وفي مزدلفة يقصر ويجمع بين المغرب والعشاء تأخيراً كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في حجته.

4 – عند الحاجة:

يجوز الجمع عند الحاجة لغير خوف ولاسفر ولامطر. وقدا ارجع بعض أهل العلم جواز فعل ذلك لأسباب قد لاتكون ظاهرة  كالمرأة الحامل إن كان حملها به مشاكل، ومن الّم به مرض يشُق عليه أن يصلى كل صلاة في وقتها، وكأصحاب بعض الأعمال التي قد يتعذر معها إقامة كل صلاة في وقتها، أو المريض الذي لا يستطيع الاحتفاظ بطهارته وقتاً، والله تعالى أعلم.

” صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بالمَدِينَةِ، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ. قالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَسَأَلْتُ سَعِيدًا: لِمَ فَعَلَ ذلكَ؟ فَقالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كما سَأَلْتَنِي، فَقالَ: أَرَادَ أَنْ لا يُحْرِجَ أَحَدًا مِن أُمَّتِهِ”.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

فائدة: قال الترمذي عن هذا الحديث:(( ليس في كتابي حديث أجمع أهل العلم على ترك العمل به إلا حديث الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة، من غير خوف ولا مطر، وحديث معاوية في قتل شارب الخمر)).


كيفية الجمع:

جمع تقديم:

وذلك يكون بجمع الظهر والعصر في وقت الظهر، أو المغرب والعشاء في وقت المغرب، ويؤذن آذان واحد ويُقام لكل صلاة على حدة.

جمع تأخير:

ويكون بادآء الظهر والعصر في وقت العصر، أو المغرب والعشاء في وقت العشاء، ويؤذن أذان واحد ويُقام لكل صلاة على حدة


ثانياً: قصر الصلاة

معنى القصر:

القصر: هو أداء الصلاة الرباعية – الظهر والعصر والعشاء – ركعتين فقط، وأما الصبح والمغرب فلا قصر فيهما.

متى يجوز قصر الصلوات الرباعية؟

1- السفر:

قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً ﴾ النساء101

” أقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمكَّةَ عامَ الفتحِ خمسَ عشْرةَ يقصُرُ الصَّلاةَ”.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود

ولمعرفة تفصيل السفر الذي يُجِيز جمع وقصر الصلوات راجع صلاة المسافر.

2- عند الخوف:

والخوف المقصود هو الخوف من عدو، أو طاغية، أو حدوث كارثة، أو فوات رفقة يؤدي الى خطر.

” عَنْ يَعْلَى بنِ أُمَيَّةَ، قالَ: قُلتُ لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101]، فقَدْ أَمِنَ النَّاسُ! فَقالَ: عَجِبْتُ ممَّا عَجِبْتَ منه، فَسَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ، فَقالَ: صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بهَا علَيْكُم، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ”.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم 

” فَرَضَ اللَّهُ الصَّلَاةَ علَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الحَضَرِ أَرْبَعًا، وفي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ، وفي الخَوْفِ رَكْعَةً”.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم 

ولمعرفة المزيد عن قصر الصلاة راجع صلاة الخوف. وكذلك صلاة المسافر.